بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في إحدي المحاضرات العلمية:
سُئِل بعض الحضور عمن يملك ، أو يستطيع قول " لا " بثقة وقوة ...!
فلم تكن النسبة إلا قليلة.
فعندما لا يستطيع الناس قول لا :
يشعرون بحمل ثقيل بالضغط والامتعاض.
والعكس صحيح تماما .....
فإن من يقدرون على قول لا :
1- يشعرون بأنهم يتحكمون بزمام الأمور في حياتهم.
2- يشعرون بنطاق أوسع من الحرية.
3- لديهم قدر أكبر من الطاقة.
4- يشعرون بأنفسهم بشكل أفضل.
5- يتقاضون رواتب عالية نسبيا من عالم صغير مماثل للعالم الذي نعيش فيه.
يقول دانتي:
بَيْنَ المَغْرُورِ بِمالِهِ والفَقِيرِ الأَبِيِّ أَخْتَارُ أَنْ أَكُونَ الثَّاني.
ولا يعني تعلم قول لا أننا:
أصبحنا أصعب في التعامل ، أو غير متعاونين ، فالتعاون والعمل الجماعي يعتبران أمرين أساسيين في أماكن العمل اليوم.
ويدخل قول لا في:
الحماية
الذاتية لأنفسنا ، وتعلمنا هذه الكلمة بأننا لا نقدر على القيام بكل شيء ،
أو أن نجعل الجميع سعداء ، فنحن سنستنزف قوانا إذا حاولنا ذلك.
ويدخل قول لا في:
معرفة حدودنا ، وفي أن ننتقي جيدا ما نختار القيام به.
وكما في الحكمة:
الرَّأْسُ المَرْفُوعُ بشَمَمٍ يَتَطَلَّبُ نَفْسًا عالِيَةَ الإِبَاءِ.
أولا: متى نقول " لا " ؟
لا يجب أن تصبح كلمة لا كلمتك المفضلة ، أو أول ما تتلفظ به بعد إلقاء التحية ، كما يجب ألا تقولها غالبا.
إذا
كان قول لا ملائما أو حتى ضروريا ، فهذا تمرين لأخذ الإذن بقولها ، ولا
يجد معظمنا صعوبة في قول لا إذا كان علينا ترك العمل باكرا لأخذ الطائرة.
وفيما يلي بعض المواقف الأخرى حيث يعتبر قول لا مقبولا:
[size=21]1- عندما تكون متعبا أو مضغوطا.
2- عندما تكون مثقلا بالعمل أو ينقصك الوقت.
3- عندما يكون لديك أولويات أهم.
4- عندما لا يكون الأمر جزءا من عملك أو مسئولياتك.
5- عندما لا يكون الأمر في نطاق خبرتك ، وأن هناك شخص آخر يمكنه أن يقوم بالأمر بشكل أفضل.
ثانيا: كيف نقول لا ؟
1- عبر عن رغبتك في المساعدة.
مثل:
أ- أحب أن أقوم بذلك من أجلك.
ب- أتمنى لو أستطيع أن أساعد.
2- لا تقدم تفسيرا عن شئونك الشخصية.
مثل:
أ- أنا أقوم بمهمة حساسة في عملي.
ب- يجب أن أذهب إلى موعدي عند الطبيب.
ليس عليك أن تُطلع الآخرين على أمورك الشخصية.
3- قدم مبادرات بديلة.
مثل:
أ- لن أقدر على القيام بذلك ، ولكن يمكنني أن أوضح لك كيفية القيام به.
ب- صديقي ..... يمكنه القيام بذلك العمل أفضل مني.
4- اعرض أن تقوم بالأمر لاحقا.
مثل:
لا أستطيع مساعدتك الآن في هذا الأمر ، ولكن يمكنني القيام به الأسبوع القادم.
5- اعرض القيام بجزء من الواجب المطلوب منك.
مثل:
لن أقدر على القيام بالأمر كله ، ولكنني سأكون سعيدا إذا قمت بجزء منه لأجلك.
6- اطلب من صاحب القرار مساعدتك في التفضيل بين الأمور التي أنت مُكلف بها.
مثل:
أي من هذه المشاريع تود أن أضعه جانبا حتى أُنهي هذا العمل المطلوب مني ؟
على الأرجح سيقول لك أمرا من اثنين هما:
أولا: لم أكن أدرك أنك منهمك إلى هذا الحد في العمل ، سأتعامل مع الوضع بطريقة أخرى.
ثانيا: ضع ذلك جانبا وقم بهذا الأمر بدلا منه.
وفي الأمرين:
لا يستطيع صاحب القرار أن يأتي إليك في الأسبوع المقبل ، ويقول لك أين هذا التقرير أو ذاك ؟
وذلك:
لأنه هو من أخبرك بوضعه جانبا.
7- اطلب وقتا لتفكر في الأمر.
مثل:
أ- هل أستطيع أن أعود إليك خلال ساعة لأعطيك قراري النهائي ؟
ب- سأحاول أن أعيد تنظيم جدولي.
8- اسأل ما فائدة الأمر.
ساعد نفسك في توضيح موقفك ومعرفة احتياجاتك الحقيقية ، ويمكنك أن تستفسر عن فائدة الأمر الذي ستقوم به بالنسبة لك.
وعلي هذا .....
يعتبر قول " لا "
مهارة حياتية مهمة في هذا العالم السريع ، إنها طريقة لحماية نفسك من
الضغوط والأعباء الحياتية ، فإلى جانب القدرة والكفاءة تُضاف الكلمة
الثالثة " لا " إلى مفردات توازن الحياة.
يمكن:
أن تكون لبقا وتبقى مع ذلك حازما.
وستفاجأ:
بدرجة شعورك بالحرية وسيسهل الأمر مع الممارسة.
إذا أردت نموذجا لقول " لا " :
راقب في المرة المقبلة صبيا في الثانية من العمر يقول لا إلى شخص راشد ...!
والله الموفق المستعان.
*********