ثمانيه أعجبتني حتى أبكتني
الأولى :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلى القبر فارقه محبوبة فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي.
الثانية :
أني
نظرت إلى قول الله تعالى: " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن
الجنة هي المأوى" فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت علي طاعة الله
الثالثة :
أني
نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع
فنظرت إلى قول الله تعالى: " ما عندكم ينفذ وما عند الله باق " فكلما وقع
في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده.
الرابعة :
أني نظرت
إلى الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله
تعالى: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فعملت في التقوى حتى أكون عند الله
كريما.
الخامسة :
أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن
بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل: " نحن قسمنا
بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت أن
القسمة من عند الله فتركت الحسد عني
السادسة :
أني نظرت إلى
الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا ونظرت إلى
قول الله عز وجل: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا " فتركت عداوة الخلق
وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.
السابعة :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت
كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل
له ونظرت إلى قول الله عز وجل: " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها
" فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عنده.
الثامنة :
أني
نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله، هذا على ماله
وهذا على ضيعته وهذا على صحته وهذا على مركزه. ونظرت إلى قول الله تعالى:
" ومن يتوكل على الله فهو حسبه " فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في
التوكل على الله.
اللهم أعصمنا بحفظك وثبتنا على أمرك.
اللهم أعصمنا بحفظك وثبتنا على أمرك