كيف تكون محاورا ناجحا؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة :

الحوار منهج وسلوك إسلامي رفيع ، وعن طريق العقل والكلمة خاطب الله سبحانه الإنسان وحاوره ، وثبّت منهج الخطاب والتفاهم على أسس عقلية و علمية وبهذا ارتقى الإنسان إلى مستوى التكريم والإنسانية باستخدام العقل والحوار ، ومــن المناهج التي طبقها نبينا العظيم الذي قاد البشرية جمعاء ( منهج الحوار ) مع المؤمن والكافر ، ومع العالم والجاهل ، ومع الصغير والكبير .

وللحوار أهميته في التعليم والدعوة فهو من أهم الوسائل للوصول إلى الحق والهدف المنشود ، ومهم للمدير والمعلم والطالب ؛ فالمعلم والمربي المثالي صانع الأجيال ينبغي ألا يغفل سلوك الحوار ومنهجه التعليمي مع طلابه ، وكذا المدير ينبغي أن يدرك حاجة المعلم إلى الحوار أيضا ، ومهم كذلك للعلماء والمشائخ وطلاب العلم ، وفي الأسرة وفي الحياة الاجتماعية .

كثيرا ما نسمع بين الناس مصطلح الحوار ، ودعونا نتحاور وأهمية الحوار في تربية الأبناء وغير ذلك ولكن ما هو الحوار بمفهومه الصحيح ؟؟؟

الحوار هو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة ، فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر ، ويكون في مسألة معينة ويغلب عليه الهدوء والبعد عن التعصب لإظهار الحق بالحجة والبرهان .

ويخرج من ذلك الجدال والمراء والمناظرة( والمناقشة لأنها تعني الاستقصاء والمحاسبة ) والمفاوضة .

لذا من يخلط بين الحوار والمناقشة فقد وقع في الأخطاء الشائعة فشتان بين المعنيين ...

أهمية الحوار :

1- يعد أحسن وسيلة من وسائل الدعوة وتبليغ الحق .
2-وسيلة من وسائل التناصح والتعاون على البر والتقوى .
3- وسيلة مهمة للغاية في تصحيح الأخطاء .
4- فيه ترويضا للنفس على قبول النقد والمراجعة ومواجهة الحقيقة .
5- إقامة الحجة ودفع الشبهة والرد على الأباطيل .
6- تقريب وجهات النظر ، وإيجاد حلول وسط ترضي الطرفين .
7- إن الحوار الهادئ البعيد عن الخصومة والتعصب مهم جدا في علاج مشكلاتنا العائلية والاجتماعية والإدارية والاقتصادية .

منهجية الحوار :
ونعني به الأصول التي يرتكز عليها الحوار والتي منها :

1- العلم : فلابد أن يكون المحاور عالما بالمسألة التي يريد أن يحاور فيها .
2- الفهم : لابد من فهم ما عند الطرف الآخر فإن الفهم نصف الإجابة .
3- التأصيل الشرعي لدرء النزاع : لابد أن تكون هناك أصول مرجعية معتمدة متفق عليها يرجع إليها لمعرفة الحق والباطل .
4- تحديد الهدف : المنهج العلمي يقتضي تحديد نقاط الاختلاف بين المتحاورين ثم الترتيب في سلم المحاورة .
5- التفريق بين الأصول والفروع .
6- إن النفي والاثبات لا يصحان إلا بدليل .

أنواع الحوار :

1- حوار إقناعي بفكرة أو معتقد .
2- حوار تعليمي تعلمي .
3- حوار استطلاعي فضولي ، يقصد به معرفة ما عند الآخر من المعلومات والأفكار( وهو متمسك برأيه ) .
4- حوار جدلي عقيم .
5- حوار اجتماعي .

الصفات الأساسية للمحاور الناجح :

1- اللباقة ودماثة الخلق .
2- الثقة ورباطة الجأش .
3- قوة الشخصية بحيث يؤثر ولا يتأثر بأي كان .
4- الأمانة والصدق فيما ينقل .
5- ضبط النفس والرفق .
6- العدل بحيث يعطي لمحاوره حقه من التقدير والاحترام .

آداب الحوار :

1- إخلاص النية وطلب الحق .
2- الحوار على قدر العقول .
3- عدم الاستئثار بالحديث .
4- حسن الاستماع .
5- حسن البيان . من قوة التعبير والفصاحة وضرب الأمثال .
6- التسليم بالخطأ وعدم التعصب .
7- عدم الترفع عن قول لا أعلم .
8- لكل مقام مقال ، ولكل حديث حديث .
9- التواضع وعدم الانتصار للنفس .

معوقات الحوار :

1- اختلاف اللغة أو المصطلحات أو النطق غير السليم .
2- الصوت غير الواضح .
3- الصمت وقتا طويلا .
4- عدم مراعاة آداب الحوار .
5- عدم التركيز و الاصغاء .
6- عدم الاستعداد النفسي .
7- التسرع ( الاستنتاج الخاطئ ) .
8- عدم تحديد الهدف وتشعب الموضوع .
9- الجهل أو نقص التحصيل .

( ربما بعض هذه المعوقات قد لا يتناسب مع نظام المنتدى مثل الصوت ... ولكن بالإمكان قلبه لما يتناسب معه مثلا بدل الصوت نقول أسلوب الكتابة وصحة الإملاء .. لأن كثرة الأخطاء بها قد يؤدي بالقارئ إلى قراءة الكلمة بشكل خاطئ مما يفهم منها معنى بعيد عن المعنى الأصلي
أيضا مثل التسرع قد يكون في المنتديات بالقراءة السريعة أو قصقصة الكلمات ثم التعليق عليها بالنقد دون وصلها بجملتها كاملة مما يؤدي إلى سوء الفهم والاستنتاج الخاطئ
وكذلك عدم تحديد الهدف وتشعب الموضوع ، قد يكون في المنتديات بكثرة الردود الخارجة عن الموضوع الأصلي مما يؤدي إلى فشل الفكرة الرئيسة في الموضوع وإعاقة إرسالها للقارئ بصورة كاملة صحيحة ..)

الحوار مع المعاند والمكابر :
هناك طريقتان للتعامل مع المعاند والمكابر هما :

1- الهجر وترك الحوار معه .
2- التحدي والإفحام .

على حسب ما يقتضية الموقف ، إلا أنه في كلا الحالين لابد من الرد أو التدرج معه ، وأن تبدأ بالحسنى ، قال تعالى : (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) سورة فصلت آية (34)

إخواني هذه نبذه مختصرة من مفاهيم الحوار وآدابه ومناهجه أتمنى من الجميع عدم الاكتفاء بقرائتها والرد عليها فقط .. بل تطبيقها في حياتكم الخاصة و حياتكم في المنتدى ..فهذه هي رسالتي منها الموجهة للجميع لزيادة المعرفة والعلم ..

ومن أراد المزيد فهذا مرجع لكم كتاب باسم ( الحوار منهج وسلوك ) د . فهد ناصر

العبودي .

flower

nice topic
thanks

» لكي تكون ملكاً على نفسك
» متى تكون صديقاً ومتى تصبح حبيباً ؟؟